Blog

مقالات

ازدحام الأسنان

ازدحام الأسنان أو تراكب الأسنان هو مصطلح طبي يطلق على عدم ارتصاف الأسنان في مكانها الطبيعي في الفك بسبب عدم توفر مسافة كافية لها.

 

 

تعد مشكلة ازدحام من أكثر المشاكل التقويمية شيوعاً حيث تشير الإحصائيات البريطانية إلى أن أكثر من 60% من أطفال العرق القوقازي يعنون  من ازدحام أسنان بدرجة معينة، أما إحصائيات مركز الخدمات الصحية العامة في الولايات المتحدة الأمريكية فيشير إلى أن نسبة حدوث الازدحام عن الأطفال البيض بين عمر 6 ـ 11 سنة كان 43.3% وأصحاب البشرة الداكنة 35.2% وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر لتصبح عند  البيض بعمر 12 ـ 17 سنة 87% وعند أصحاب البشرة الداكنة  84% ، و ارتبطت هذه الزيادة بازدياد نسبة نخور الأسان و فقدان الأسنان اللبنية قبل أوانها مما يعزز فرضية تأثير عوامل أخرى غير الوراثة على هذه المشكلة.
في الواقع، تسمح المشاهدات السريرية بالاستنتاج أن معدل مشكلة ازدحام الأسنان يزداد باستمرار خاصة في المجتمعات الحديثة، ويمكننا أن نربط ذلك بعدة عوامل:
•كتناقص حجم الفكين مع تطور البشر بمرور الزمن  
•طبيعة الأغذية اللينة في المجتمعات الحديثة
•السقوط المبكر للأسنان اللبنية قبل اوانها بسبب زيادة تسوس الأسنان عند الأطفال و المرتبط بزيادة استهلاك المواد السكرية في غذاءنا

 

يمكن أن نقسم ازدحام الأسنان - حسب عمر المريض عند ملاحظته لأول مرة – إلى نوعين:
A.ازدحام أسنان عند الأطفال ( أو في مرحلة النمو )
B.ازدحام أسنان يحصل بشكل طارئ (أي لم يكن موجود سابقاً) عند البالغين.
A-لازدحام الأسنان عند أطفالنا العديد من الأسباب و لكن من أهمها:

 

1-الوراثة و الجينات:
فيمكن أن تلعب الوراثة دوراً إما بصغر حجم العظم المتوفر لبزوغ الأسنان أو زيادة حجوم الأسنان، و الجينات المسؤولة عن حجوم الأسنان تختلف عن الجينات المسؤولة عن حجم الفك، فلذلك يمكن للأب إعطاء جينات حجم أسنان كبيرة بينما تعطي الأم جينات حجم فك صغير ، فتكون النتيجة ازدحام أسنان طفلهما بسبب عدم توفر مسافة كافية في عظم فك الطفل لاحتواء أسنانه ذات الحجم الكبير.

 

2- نخور الأسنان في الأسنان اللبنية:
•ازدادت نسبة حصول تسوس الأسنان عند أطفالنا بسبب طبيعة الغذاء في مجتمعاتنا الحديثة و القائمة على المواد السكرية و التي تلتصق بالأسنان و توفر مواد ضرورية للبكتيريا المسؤولة عن تآكل الأسنان و نشوء ما يسمى بتسوس الأسنان
•هذا إضافة لنقص العناية بتنظيف الأسنان و عدم الذهاب بشكل دوري لطبيب الأسنان بحجة أن أسنان أطفالنا لبنية و سوف تسقط و تستبدل بأسنان دائمة و ليس هناك داعي لمعالجتها ، و لكن الحقيقة أن معالجة أسنان الأطفال أمر في غاية الأهمية لمنع حصول مشكلة ازدحام الأسنان لاحقاً. 
فالأسنان اللبنية لها دور هام في حفظ المسافة اللازمة لبزوغ الأسنان الدائمة لاحقاً و تسوس الأسنان مسؤول عن ضياع جزء من الأسنان اللبنية و خاصة في الأجزاء الجانبية من السن اللبني، أو قد يؤدي التسوس لخسارة السن اللبني بشكل كامل و سقوطه قبل أوانه ، كل هذه الأمور ستفتح المجال لحركة الأسنان المجاورة و احتلالها لجزء من المسافة المخصصة لبزوغ الأسنان الدائمة لاحقاً، و حصول مشكلة ازدحام الأسنان.

 

3- تأخر بزوغ بعض الأسنان الدائمة:
 و قد يكون ذلك بسبب بعض المشاكل الهرمونية و قد يكون ذلك أمر موروث من الجينات، يعمل تأخر بزوغ بعض الأسنان الدائمة على فتح المجال للأسنان المجاورة للفراغ -المخصص لبزوغ تلك الأسنان – لأن تتحرك و تشغل جزء من هذه المسافة مما يحرم الأسنان الدائمة من المسافة الكافية للبزوغ و يؤدي لنشوء ازدحام أسنان.

 

B-ازدحام الأسنان عند البالغين:
كثيراً ما نسمع كاختصاصيين تقويم أسنان هذه الشكوى من مراجعين العيادات، بأن أسنانهم الأمامية السفلية كانت مرتصفه بشكل جيد و لكن فجأةً بدأت تتحرك و تتراكب على بعضها البعض، و تحصل هذه المشكلة عادةً بعد عمر ال18 سنة .
 تبدأ هذه المشكلة بالظهور عند بعض البالغين ما بين عمر ال18 و حتى عمر ال25 سنة أحياناً، و يتركز الازدحام في منطقة الأسنان السفلية الأمامية، و كثيراً ما يربط الناس و حتى بعض أطباء الأسنان ما بين هذه المشكلة و ما بين بزوغ أسنان العقل، فهل هذه العلاقة صحيحة؟
أكدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة على عدم صحة هذه الفرضية، فكثيراً ما تحصل هذه المشكلة عند أناس لا يوجد لديهم أضراس عقل أصلاً، و في حالات أخرى تبزغ أضراس العقل و لكن لا يحدث أي ازدحام للأسنان، فبالتالي لا يمكن الربط بين هذه المشكلة و بزوغ أضراس العقل بشكل علمي صحيح.
هناك العديد من التفسيرات لهذا الإزدحام أهمها النضوج المتأخر للعضلات الموجودة حول الفم و على الذقن مما يزيد من قوة ضغطها على الأسنان الأمامية السفلية و يجعلها تميل للخلف و تبدأ بالتراكب على بعضها البعض، غالباً ما تنضج هذه العضلات في الفترة الزمنية نفسها (ما بين 18 حتى 25 سنة).
أيضاً توقف نمو الفك العلوي عن النمو مبكراً في عمر ال16 سنة و استمرار الفك السفلي بالنمو و التقدم للأمام (بشكل بسيط) حتى عمر ال18 سنة ، يمكن أن يخلق ضغط على الأسنان الأمامية السفلية و يدفعها للخلف مما يؤدي لتراكب هذه الأسنان في حال عدم توفر مسافة كافية لتقبل هذه الحركة. 
يمكن تقسيم ازدحام الأسنان أيضاً حسب شدته إلى:
1-ازدحام أسنان بسيط
2-ازدحام أسنان متوسط
3-ازدحام أسنان شديد
معالجة الازدحام تتم بواسطة تقويم الأسنان على اختلاف أنواعه سواء كان تقويم ثابت أو تقويم بواسطة الراصفات الشفافة أو حتى أجهزة تقويمية متحركة بسيطة (خاصة للأطفال)، يمكن أخذ معلومات إضافية عن أنواع التقويم بالرجوع للمقالات الخاصة بهذه الخدمات في الموقع، و لكن بغض النظر عن نوع التقويم المستخدم فإن أهم نقطة في المعالجة التقويمية للازدحام هي توفير المسافة الكافية لترتيب الأسنان بشكل مثالي و منظم.
يتم توفير هذه المسافة حسب شدة الازدحام على النحو التالي:
 
1-سحل الأسنان:
تكون طبقة الميناء أسمك ما يكون عند جوانب الأسنان كما نرى في الصورة، فلذلك بإمكان طبيب التقويم و باستخدام وسائل خاصة و آمنة  - كما في الصورة - إزالة كمية بسيطة للغاية (أقل من 0.5  مليميتر) من هذه المناطق و لن يكون هناك آثار سلبية مثل حساسية الأسنان أو تسوس الأسنان في حال تم اجراء السحل بشكل صحيح.
عملية سحل الأسنان تمنح مسافة بسيطة كافية لتصحيح حالات الازدحام البسيطة، و لكن في الحالات الأشد سنحتاج لوسائل أخرى.

 

 

 
 
2-توسيع الفك جانبياً.
يعتبر توسيع الفك العلوي باستخدام أجهزة توسيع تقويمية خاصة أمراً غير نادر في تقويم الأسنان، حيث يمنحنا التوسيع مسافة كافية لتصحيح حالات الازدحام البسيطة وحتى المتوسطة، و قد تكون هذه الأجهزة مثبتة على الأسنان أو قد تكون متحركة.
طبيب التقويم هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تقدير هل بالإمكان استخدام هذا النوع من المعالجة أم لا ، لأنه في بعض الحلات يكون توسيع الفك غير ممكن و يجب اللجوء لوسائل أخرى. 
لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع لمقالة توسيع الفك العلوي في قسم الخدمات في الموقع.

 

3-قلع الأسنان.
نلجأ لخيار قلع أسنان في حال وجود ازدحام شديد بحيث لا تكفي احدى الوسائل السابقة، وعادةً ما يتم قلع 4 أسنان (سن في كل طرف من الفكين العلوي و السفلي) و لكن في بعض الحالات يتم خلع عدد أقل من الأسنان، بحسب الحالة و بحسب تقدير الطبيب.
يتم الاستفادة من المسافة الناتجة عن قلع الأسنان في ترتيب الأسنان المزدحمة بشكل منتظم و يتم اغلاق كامل مسافة الأسنان المقلوعة بواسطة التقويم.

 

 
في نهاية المقال يمكننا أن نأكد على أن مشكلة ازدحام الأسنان مشكلة تجميلية بالدرجة الأولى، فالكل يرغب بأسنان مرصوفة بشكل متناسق و لكن لا يجب أن نغفل ضرورة تصحيح المشكلة تقويمياً و بسرعة حتى يتمكن المريض من تنظيف أسنانه بسهولة و فاعلية ، فتراكب أو ازدحام الأسنان يمنع عملية تنظيف الأسنان أن تتم بشكل فعال و كامل مما يسرع من ظهور تسوس الأسنان و التهابات اللثة.