Blog

مقالات

كيف تؤثر الصحة الفموية على الرياضيين؟

 

في دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 شكلت الاستشارات المتعلقة بطب الأسنان ما يشكل 30 % من حجم الاستشارات الطبية، أي أنها في المرتبة الثانية بعد الاستشارات المتعلقة بالعضلات والعظام. مما يعني أننا نواجه مشكلة حقيقية فيما يتعلق بالصحة الفموية لدى الرياضيين وعلى أدائهم الرياضي...

على الرغم من أن الرياضيين دائماً ما يبدون لنا بمظهر صحي ويعكسون نمط الحياة الصحي والخالي تماماً من المشاكل الصحية، إلا أن دراسة نُشرت في المجلة البريطانية لطب الأسنان (British Dental Journal)تقول عكس ذلك …
بشكل عام تعد أمراض اللثة وتسوس الأسنان وتآكلها و التهابات أعصاب الأسنان من أكثر المشاكل التي يعاني منها الرياضيون؛ حيث أن حالات تسوس الأسنان وحدها تصل إلى نسبة 49 % تضم نخبة الرياضيين حول العالم وعلى الرغم من أنهم يعتنون بتفريش أسنانهم، حيث أن 94 % منهم ينظفون أسنانهم مرتين في اليوم، و 44% يستخدمون الخيط بانتظام، إلا أن عوامل الخطر التي يواجهونها وروتين نظامهم الغذائي لا يساعدان على حماية أسنانهم من هذه الأمراض.
 
ما هو السبب وراء هذا؟
 
 
حقيقةً عدة عوامل يواجهها الرياضيون في روتينهم اليومي،تقف وراء هذه المشكلة و لو أضفنا لها نقص الوعي تجاه هذه العوامل فمن الممكن أن تتسبب بمخاطر جدية لصحتهم الفموية ، و لكن عموماً يمكن للرياضيين  الوقاية من أمراض الفم والتمتع بصحة فموية جيدة من خلال تدخلات بسيطة تبدأ بالتوعية، ووضع استراتيجيات وقائية،و  تتلخص هذه العوامل ب:
 
1.التغذية:
احتواء الغذاء على الكربوهيدات أحد أكثر العوامل المسببة لتسوس الأسنان، والأطعمة والمشروبات الحمضية هي من العوامل الرئيسية المسببة لتآكل الأسنان.
فالنظام الغذائي المُعتاد والمشروبات الرياضية والمكملات الغذائية يشكلون محدداً رئيسياً لصحة الفم،.
 
دعم التدريب والأداء من خلال المشروبات الرياضية والمواد الهلامية المحتوية على الكربوهيدرات، والتي يتم تناولها بشكل متكرر أثناء النشاط. وتشمل هذه المشروبات:
 
•مشروبات الطاقة )التي يكون عادة ً تركيز الكربوهيدرات فيها  (CHO>% 10 )
•أو المشروبات الرياضية المتوسطة (CHO>8-4%) 
•أو المشروبات الخفيفة عادةً يكون تركيز الكاربوهيدرات فيها  حوالي   (CHO2% أو أقل)
ومن الشائع أن يُصاب الرياضيين باضطرابات الأكل (مثل مثل الشره المرضي وفقدان الشهية)، التي من الممكن لها أن تنعكس سلباً على الصحة الفموية.

 

2.الجفاف:
 
يعمل اللعاب على تحييد الأحماض ويوفر الكالسيوم والفوسفات اللازمين لإعادة تمعدن طبقة الميناء  في الأسنان، لكن الجهد الجسدي الذي يبذله الرياضيون يجعلهم عرضة للجفاف، وتناول المشروبات الرياضية أو الغازية أو المكملات الغذائية خلال التمرين يزيد من وقت التلامس الذي تتعرض فيه الأسنان للبيئة الحمضية مما يجعلها عرضة للتآكل.
وربطت بعض الأبحاث ما بين زيادة ساعات التدريب ومخاطر الإصابة بتسوس الأسنان أو تآكلها بسبب استهلاكهم المتكرر للأطعمة أو السوائل التي قد تضر بالأسنان.
 
3.السلوكيات الصحية والوعي تجاهها:
 
المراجعة الدورية لطبيب الأسنان ليست كافية للتمتع بصحة فم جيدة ما لم تقترن الممارسات الصحية السليمة والإجراءات الوقائية وخصوصاً في الرياضات العنيفة والخطرة كالملاكمة والجمباز.

 

ومن أهم السلوكيات الصحية التي علينا مراعاتها:
 
1.استخدام معاجين أسنان عالية الفلوريد
2.التغيير السلوكي في النظام الغذائي ونظافة الفم ونمط استخدام المشروبات الحمضية
3.التخفيف من مخاطر إصابات الأسنان بارتداء الواقيات أثناء التمرين أو ممارسة الرياضة. 

 

وبالنسبة لي كأخصائي تقويم الأسنان ماذا يعني هذا لأصدقائي الرياضيين؟
 
على أصدقائي الرياضيين أن يكونوا على وعي تام بأثر المشروبات الرياضية والحمضية على تقويم الأسنان، حيث أنه من الممكن أن تظهر علامات بيضاء مرئية على أسنانهم حول قطع التقويم المثبتة على الأسنان (الحاصرات) Braces  في غضون شهرين إذا لم تتم إزالة البلاك. وبشكل عام عليهم أن يعتنوا بصحة أسنانهم بشكل أكبر. بالإضافة لضرورة ارتداء واقيات حماية Mouth guards أثناء ممارسة الرياضات العنيفة و ذلك لتجنب اصابات الخد أو الشفاه من الداخل بسبب وجود قطع التقويم المثبتة على الأسنان في حال حدوث صدمة أو ضربة على منطقة الفم.

وفي النهاية علينا أن نزيد من التوعية حول ارتباط صحة الفم بالصحة العامة ومدى تأثيرها الكبير على الرفاهية، وجودة الحياة، إضافةً لارتباطها بتأثيرات نفسية واجتماعية واضحة تأثر على الأداء الرياضي بشكل عام.
دعوني أخبركم ببعض الأمثلة:
 
من الممكن لصحة الفم أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والالتهاب الرئوي، وبشكل أكثر دقة:
 
- من الممكن للتسوس والتهاب اللثة أن يسببا التهابات خطيرة في أماكن أخرى في جسمك
- والحالات الطارئة كخراج اللثة أوآلام التهابات عصب الأسنان ، أو الآلام الناتجة عن التهاب ضرس العقل قبل المباراة من الممكن أن يسببوا أداءً رياضياً ضعيفاً أو حتى الانسحاب.
الخلاصة: حافظ على عادات وسلوكيات صحية، رطب فمك بالماء، وازن نظامك الغذائي، زُر عيادة طبيب
الأسنان مرة كل 6 أشهر... ومارس شغفك بنجاح