Blog

مقالات

مشكلة بروز الأسنان

من أكثر الحالات شيوعاً في عيادة التقويم بعد ازدحام الأسنان هي مشكلة بروز الأسنان، و نقصد بالبروز هو وجود مسافة زائدة عن الطبيعي بين الأسنان الأمامية العلوية و السفلية ، في الوضع الطبيعي يجب أن لا تزيد هذه المسافة عن 2 إلى 1 مم.

 

تنشأ هذه المشكلة إما بسبب:
1-تقدم الفك العلوي بشكل زائد للأمام أو تراجع الفك السفلي للخلف بشكل زائد أو كلتا المشكلتين معاً.
2-أو بسبب بروز الأسنان - فقط الأسنان و ليس عظم الفك – الأمامية العلوية بشكل زائد أو بسبب تراجع الأسنان الأمامية السفلية بشكل زائد للوراء أو كلا المشكلتين معاً
3-و قد يكون بروز الأسنان ناتج عن خليط من المشاكل في عظم الفك و الأسنان الأمامية معاً.
 بلغت نسبة انتشار هذه المشكلة بين سكان الشرق الأوسط و آسيا 10 – 15 % بينما تبلغ نسبة انتشارها في شمال أمريكا و أوروبا و شمال أفريقيا 20%.

 

و قد يتساءل البعض ما الذي يؤدي لحصول هذه المشكلة سواء على مستوى عظم الفك أو الأسنان

 

 حقيقةً لبروز الأسنان عدة أسباب من أهمها:
1-التنفس الفموي: فالتنفس الطبيعي يكون عبر الأنف ولكن في بعض الحالات و بسبب انسداد المجاري التنفسية الطبيعية أو تضيقها يصبح التنفس من الفم أمراً اجبارياً، و سنتحدث في مقالة منفصلة عن هذه المشكلة و أثرها السلبي على نمو الفكين و الأسنان.
2-عادة مص الإصبع: يعتبر مص الإصبع أمراً طبيعياً حتى عمر ال4 سنوات و لكن استمرار العادة لما بعد بزوغ و ظهور الأسنان الأمامية الدائمة، سوف يؤثر بشكل ضار على الأسنان و نمو الفكين، و أحد نتائج استمرار هذه العادة هو بروز الأسنان، أيضاً سيتم التحدث عن هذه المشكلة بالتفصيل في مقالة منفصلة.

 

 

 
3-الوراثة و الجينات :

 

 تلعب الوراثة دوراً مباشراُ في نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء بما يخص حجم الفكين فإذا انتقلت صفة فك علوي كبير الحجم عند الأب مثلاً إلى الطفل وكذلك صفة حجم فك صغير عند الأم انتقلت إلى الطفل سيعاني الطفل من مشكلة واضحة في بروز الأسنان.

 

4-عادة مص أو عض الشفة السفلية: فالشفة السفلية و الأنسجة التي تغطي الذقن هي عضلات و لها قوة قد تستطيع تحريك الأسنان في حال استمرت بالضغط عليها لفترة طويلة، قد تنشأ هذه العادة عند بعض الأطفال و تستمر لفترة طويلة، و تؤدي لإرجاع الأسنان الأمامية في الفك السفلي للخلف و نشوء بروز الأسنان.

 

5-فقدان سن أو أكثر من الأسنان الأمامية في الفك السفلي -بعمر مبكر- بسبب رض أو حادث يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على نمو المنطقة الأمامية من الفك السفلي و ميلان الأسنان الأمامية السفلية المتبقية للخلف.

6-حصول التهابات مزمنة في المفصل الفكي أو كسور، قد تؤدي إلى تآكل المفصل أو حصول التصاقات، مما يؤدي إلى إعاقة حركة الفك السفلي و توضعه في وضع خلفي ، فينشأ بروز واضح في الأسنان.

 

 
معالجة هذه المشكلة تحتاج إلى تقويم الأسنان، و هناك عدة طرق يمكن استخدامها في تقويم الأسنان لعلاج هذه المشكلة

 

 

ويعتمد اختيار طبيب التقويم للطريقة المناسبة لعلاج البروز على عدة عوامل أهمها:
1-عمر المريض، فطريقة علاج طفل في العاشرة من عمره مختلفة كلياً عن سيدة في الأربعين من عمرها 
2-سبب نشوء المشكلة، فالتنفس الفموي و مص الإصبع يجب التخلص منهما بالتوازي مع العلاج التقويمي لتصحيح البروز، و علاج البروز بسبب تراجع الفك السفلي للوراء مختلف عن طريقة العلاج بسبب تقدم الفك العلوي للأمام.
3-مقدار البروز، فالحالات الشديدة قد نحتاج فيها لقلع أسنان أو حتى لجراحة تقويمية على أحد أو كلا الفكين، بينما في الحالات البسيطة قد لا نلجأ لهذه الإجراءات
4- وجود مشاكل أخرى مرافقة لهذه المشكلة مثل ازدحام الأسنان، أو العضة المفتوحة أو العضه العميقة.

 

 

أهم الوسائل المتبعة لتصحيح هذه المشكلة:
1-التقويم الوظيفي Functional appliance: يمكن مراجعة مقالة التقويم الوظيفي للمزيد من المعلومات عنها، غالباً ما نستخدم هذه التقنية لتوجيه نمو الفك السفلي للأمام عند الأطفال بعمر ال10 إلى 13 سنة.
2-قلع أسنان علوية: على الأغلب يتم قلع ضاحك علوي واحد من الطرف الأيمن و آخر من الطرف الأيسر العلوي، يهدف قلع الأسنان لتوفير مسافة كافية لإرجاع الأسنان الأمامية العلوية للخلف ، و انقاص البروز ،يتم اغلاق كامل المسافة الناتجة عن القلع بواسطة تقويم الأسنان، و لن يكون هناك مسافات متبقية في نهاية العلاج.
 
 
 

 

3-الجراحة التقويمية: نلجأ لها في الحالات الشديدة جداً و الناتجة عن خلل في أحد أو كلا الفكين، و نلجأ لها عندما يكون للبروز تأثير سلبي على بروفيل الوجه، غالباً ما نجري الجراحة بعد عمر ال18 سنة و نحتاج لوضع تقويم أسنان لتهيئة الفكين للجراحة لاحقاً، يمكن مراجعة مقالة التقويم الجراحي لمزيد من المعلومات.

 

في نهاية هذا المقال، أريد أن أنوه لضرورة البدء بمراجعة طبيب الأسنان للكشف على أطفالنا بعمر مبكر و عمل أول مراجعة لطبيب التقويم بعمر ال7 سنوات، لأن الكشف المبكر عن وجود مشكلة البروز أو أحد أسبابها، يمكن أن يساهم في التخفيف من شدة المشكلة و سرعة معالجتها بأقل الأضرار و التكاليف.